اشار راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده الى انه "اذا كان المسيح لم يقم فايمانكم باطل وانتم بعد في خطاياكم، واذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدى هذه الحياة فنحن اشقى الناس اجمعين. كلام القديس بولس، نابع عن خبرة شخصية وعن معاناة، فهو لم يعرف المسيح بالجسد يتجول على طرقات فلسطين، ولم يكن من تلاميذه الاثني عشر، لا بل اكثر من ذلك واخطر، فهو قد حاربه واضطهده في رسله والتلاميذ، انه هو الذي تزعم المجموعة التي حكمت على استفانوس بالموت، واعدمته رميا بالحجارة".
ولفت خلال ترؤسه قداس القيامة واحد الفصح المجيد في كنيسة مار مارون في طرابلس، الى "انها عودة صورة الله الى الانسان الذي ابتعد عنه ورفضه ووصل به الامر الى قتله، ليس فقط مرة واحدة على الصليب، بل ايضا كل يوم عندما يحاول ان يبني حياته بدون الله، لا بل ضد الله. القيامة حدث واقعي، وعليه يبنى ايماننا المسيحي. فنحن لسنا اهل كتاب، ولا اهل شريعة وناموس. اننا ابناء حياة، نستمدها من حياة المسيح القائم من بين الاموات لذلك لا نيأس ولا نشعر بالاحباط. ولذلك لا يجب ان نترك مجالا لمظاهر الفشل التي قد نشعر فيها في حياتنا الشخصية والجماعية والوطنية، ان تحبط منا العزيمة والرجاء. صحيح اننا كثيرا ما نصادف المشاكل والصعوبات لكن الصحيح ايضا، لا بل الاصح، هو اننا اذا نظرنا الى الصليب، الذي لم يعد المسيح مرفوعا عليه، وجدنا انه بامكاننا بالتاكيد، ان ننتصر مهما واجهنا من تحديات.
وحتم بو جوده عظته يقول:" هذا ما يجب علينا ان نفهمه نحن المسيحيين، خاصة هنا في لبنان وفي الشرق، فلئن كنا نشعر وكاننا وصلنا الى الفشل ونكاد نصل الى الموت، فما علينا الاان ننظر الى المسيح القائم من الموت الذي يكرر علينا القول، كما على الرسل في السفينة الموشكة على الغرق: لماذا انتم خائفون يا قليلي الايمان... ثقوا لا تخافوا انا معكم.